المشاركات

هو ... نَفَضَ غُبار عظمي، نثره فتات قمح يُحرق هو الآخر دون إيجاد دلو ماء ينجيه المحرقة، قمح لا ينبت سنابل المحاولة في تجاوز المتجاوز بطبعه، ملء ثقل حَبّه يغادرني دون وداع... قرر في قحط ظهيرة أن يجعلني أدرك أن لا نهاية قد تأتي دون رياح، و أن سبع عجاف ستأتي لامحالة أو كان سيكذبني إسمه التأكيد... أنت... لبست رداء اللغة، قطعت مسافات للجغرافيا لا تقترب، عبثت في صفحات التاريخ، عناوين للبيوت كرهت وقع خطاك، آلهة لا تجسدك ، مطر في غير فصوله يقرأ مشهدا لم تكتبه و لن تكتب مثله.. شخص مثلك لا يقدر على قراءة فراغات نصّه، لن تمنحه الحياة فرصة ملئها... أنا ... كلماتي كانت حاضرة دون بحر، لا مديحا للظل العالي بعد اليوم، غرق درويش في صمته، و غَرَقْتُ .. غَرَقْتُ أنا في خيبتي...
صورة
                                            رسالة لن تأتي...     منذ سنوات لم تصلني رسالة واحدة مكتوبة بخط أ ناملك   تحمل بين ثنايا   كلماتها عنوانا ثابتا لك و خبرا يقينا أ نك بخير. منذ سنوات بتمام ساعات النهار فيها ودقائق الليل لم تكلف نفسك بكتابة أ سطر قليلة تسكت جوع سؤالي عنك مع كل ساعي بريد يطرق باب بيتنا . على مدار سنوات كاملة وأنا انتظر بحماقة ابنة، بحماقة طفلة صغيرة لم تتجاوز السادسة من العمر تجري وتسقط،   تنهض وتسقط من جديد وهي تحاول اللحاق بك ومنعك من الذهاب نحو غربة أ ضاءت لك سواد واقعك بأوهام أ نوارها .       في مشهد درامي محبك الإخراج   لا يغادر ذاكرتي أ بدا، كانت تلك الطفلة تجري وتتعثر على طول الممر الفاصل بين باب غرفتها والباب الخارجي للمنزل، كانت تبكي بشدة، طفلة لا تحتمل رؤية والدها يجمع بكل ما أ وتي من قسوة و غضب ملابسه ويضعها داخل حقيبة سفر بنية اللون و يذهب   بعيدا، طفلة لا تستطيع نطق إسم والدها بالشكل الصحيح ،   لازالت أثار دماء إقتلاع سن فكها السفلي تغطي نصف وجهها و أصابع يده، طفلة  تفهم وتدرك أنها المرة الأ خيرة التي تراه فيها،
صورة
    قَدَمَايَ عِنْدَ حَافَةِ البَحْرِ  وَ مَا بَعْدَ البَحْرِ بَحْرٌ سَفَرٌ طَوِيلٌ وَ لَيْلٌ أَطْوَلُ        ...أُرِيدُ أَنْ أَصِلَ غَابَتِي    

سأكون بين اللوز... العودة الأخيرة

صورة
1- بطاقة فنية للكتاب : العنوان : سأكون بين اللوز الجنس: سيرة ذاتية/ روائية الكاتب: حسين البرغوثي ( فلسطين) عدد الصفحات : 140 صفحة 2-عن الكاتب : حسين البرغوثي شاعر و مفكر فلسطيني ولد سنة 1954 في قرية كوبر الفلسطينية. درس العلوم السياسية و إقتصاديات الدولة في جامعة بودابست للعلوم الإقتصادية، متحصل على بكالوريوس في الأدب الإنقليزي من جامعة بيرزيت، و عمل فيها كمعيد، ثم عمل أستاذا للفلسفة و الدراسات الثقافية في نفس الجامعة، ثم عمل في جامعة القدس كأستاذ للنقد الأدبي و المسرح. كان أحد المؤسسين الأعضاء لبيت الشعر الفلسطيني و عضوا للهيئة الإدارية لإتحاد الكتاب الفلسطينيين و رئيس تحرير مجلة أوغاريت و مدير تحرير مجلة الشعراء. فارق حسين البرغوثي الحياة بسبب إصابته بمرض السرطان تاركا خلفه ما يزيد عن 16 عملا أدبيا توزعت بين الشعر و الرواية و السيّر الذاتية و النقد إضافة إلى العشرات من الأبحاث و الدراسات الفكرية و النقدية التي ترجمت إلى عدة لغات ونشرت في العديد من المجلات و الصحف. كما كتب سيناريوهات أربعة أفلام سينمائية و كتب نحو سبعة مسرحيات لفرق محلية و عالمية إضافة إلى

الشارع الذي ينكرني...

صورة
                                                      يعيش شارعي هذا أيامه في دوامة من التكرار، أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، لا تسكن أسمائهم ذاكرتي، أرى وجوههم تقترب مني ثم تتجاوزني وكأني كائن من الفراغ لا يرى، كائن من اللا شيئ. أشعر أن لنا لقاءا كان في غياهب مدن النسيان والغبار،غير أنني مصابة بمرض فقدان الأسماء ونسيانها. إ نني إ لى غاية اللحظة، أتذكر كل الأشياء الماضية من حولي كالأماكن والأحداث والكلمات التي قيلت، أتذكر بكل دقة كل الإ بتسامات التي ارتسمت و كل العبرات التي نزلت من أبارالعيون في حضوري، غير أنني أفقد الأسماء و كأن  ثمة ثقب في ذاكرتي تهرب منه الأحرف  فلا يبقى لي سوى بعض من الحركات و  النقاط تذكرني أنهم كانوا هنا يوما.. كانوا أمامي يوما.     أ راهن ببعض من الدنانير التي في جيبي، وهي كل ما أ ملك، أ ن هناك علاقة ما تجمعني مع أ صحاب الوجوه المارة أ مامي، لا يلحظون جلوسي على هذا المقعد ولكنني أ راهم على مقربة من ذاكرتي الضعيفة، قد أ كون تبادلت حديثا طويلا لعدد من الساعات في إ حدى المقاهي وسط المدينة .الجلوس في المقاهي والتكلم في كل المواضيع التي تحتمل التك